أجد أنا و الكثير من المصورين صعوبة في السيطرة على المشاغل اليومية، تقفز من شغلة إلى شغلة، و نعاني من ترتيب أمورنا، فلابد لنا من تنظيم مهامنا و ، إدارة وقتنا ليتسنى لنا الخروج للشارع للتصوير و كذلك القراءة، فكل الجهود لإدارة الوقت و التنظيم ستلاقي الفشل إذا لم يكن هناك المكون الأساسي، ألا و هو أنت و الهدف الذي تضعه. في الحلقتان السابقتان تعرفنا على مهارة الإختفاء و كذلك تأثير العدسات على نمط تصويرك، و اليوم سنكمل الفصل الأول وهو تقنيات تصوير الشارع
الوسع و القرب
يذكر مايكل فريمان أن العدسات الواسعة هي المفضلة لمصورين حياة الشارع و ذلك لأن هذه العدسات تأكد على الحدث (الأكشن)، و كذلك لصغر حجمها تكون غير ملفته مقارنة بالعدسات الطويلة. البعد البؤري المتعارف عليه لهذه العدسات بين ٢١ ملم إلى ٣٥ ملم، هذا كان في السابق أما الآن فأصبح المصورون يستخدمون عدسات اوسع تصل إلى ١٤ ملم. فالعدسات الواسعة تأكد الأكشن و تتضع لك مقدمة و خلفية في الصورة، الأشياء القريبة من العدسة أكبر من البعيدة، الخطوط أكثر وضوحاًً ، عمق ميدان رائع مما يجعلك تنغمس في الصورة ، فمصور حياة الشارع يتقرب إلى الموضوع بإستخدام هذه العدسة و قد تخترق خصوصيته
التصوير من قرب
مايكل فريمان يحيي المصور الشجاع المقدام الذي يتقرب من الموضوع كنسمة هواء و يصور، و لكن معضمنا يتجمد من الأفكار التي تدور في رأسه، و لكن هناك طرق للتصوير من قرب بدون ان تُلاحظ أو تزعج احداً . كل ما عليك هو أن تطفئ كل الأصوات التي تصدر من الكاميرا أولاً و كذلك لبس الأشياء الإعتيادية لتصبح جزء من الزحام، هنا ذكر مايكل فريمان أن بعض مصورو حياة الشارع يضعو لاصق اسود على اسم الكاميرا لكي لا يلفت الإنتباه، الآن قف في منطقة الزحام و ابحث عن الصورة و بعد التصوير إبقي الكاميرا في وضعها و ابحث عن شيء آخر لتصوره. فالجميع سيلاحظ الكاميرا و لكن لا يمكنهم معرفة متى تصور لأن الكاميرا على وضعها (على العين) فكن على ثقة نادرة ما ستجد شخص يتذمر، و عندما تصور من قرب لا يعني وجهاً لوجه مع الموضوع، بإمكانك رفع الكاميرا أو إنزالها
و من الأمور التي طرحها مايكل فريمان في هذا الموضوع : التصوير من الخصر و التي عبر عنها بالرائعة للتخلص من الخوف في تصوير الأشخاص في حياة الشارع، فالفن هنا هو كيفية الفوكس و معرفة الأبعاد بينك و بين الموضوع و ماهي البؤرة المناسبة للتركيز
مهارة التفاعل
واحدة من المهارات المهمة في تصوير حياة الشارع أن تكون مستعداً دائماً لإقتناص أي لحظة ، و لكي تنمي هذه المهارة يجب أن تكون الكاميرا معك أينما كنت ، و لا تضع غطاء العدسة بل إستخدم فلتر اليو في للحماية ، و لاتطفئ الكاميرا بتاتاً بإمكانك جعلها تنام (سلييب مود) بعد ثواني من عدم الإستخدام... الآن و انت تتمشى باحثاً عن فريستك و قد أعددت الكاميرا لذلك... و لكن كن على استعداد لتغير الإعادات في أي لحظة و يسرعة
في معظم الأحيان و الظروف الشخص لا يدري أنك صورته و هذا يخلق صورة طبيعية غير مصطنعة... و لكن هناك حالات تستدعي أن تطلب الإذن للتصوير ... تذكر أن تبتسم حتى و انت تصور و أن توضح بكل بساطة لماذا انت تصور... في معظم الأحيان ستجد إنطباع الموضوع غير جيد أو انه متجمد أمام الكاميرا.. كل ما عليك أن تريهم الصور و تصور ثانية مع الثناء عليهم
الشيء المهم هنا ... تذكر دائماً أن تستمع و تسعد بالتصوير ، فكلما كنت واثقاً كلما لاقيت الترحيب من الناس