من ضمن مجموعة دروس تعلم من العظماء لكيم إريك ،غاري كان معروف بتصوير حياة الشارع و القضايا الإجتماعية في أمريكا بين الفترة من ١٩٢٨ إلى ١٩٨٤ ميلادي
يخطئ المصورين في عاطفتهم مما يمنعهم من إلتقاط صور عظيمة
غاري وينوجراند
تخيل: في يوم بارد و ممطر، و كنت تجوب الطرقات يائساً لإلتقاط صورة، و كنت على وشك التراجع ، فرأيت طفلة مع مظلتها على وشك القفز في البركة. و تذكرت الصورة الشهيرة لهنري كارتييه (رجل يقفز فوق البركة). فتحمست لإلتقاط صورة مقاربة. إنتظرت اللحظة المناسبة و إلتقطت الصورة … “هيّا” لقد إلتقطت “اللحظة الحاسمة”
بسرعة البرق ترجع إلى المنزل لتعالج الصورة و من ثم رفعها على مواقع التواصل، حالماً متحمساً معتقداً أنها واحدة من أروع الصور التي قمت بإلتقاطها… متخيلاً أنك ستحصل على المئات من المعجبين بالصورة. و لكن يوم أو نحو ذلك يمر على الصورة ، “و لا أحد حولك “ فالقليل من أبدى إعجابه بالصورة .. و تعتقد في نفسك أن هؤلاء الناس لا يقدرون الصورة العظيمة التي أمامهم . و يمر إسبوع على هذا الحال ، و تعاود النظر إلى الصورة و تقول لنفسك “ مهلاً، هذه الصورة ليست جيدة كما يجب أن تكون”
ما الذي حصل ؟ هل كنت متربطاً عاطفياً بالدراما التي حصلت قبل إلتقاط الصورة ، حيث كان يوماً شاقاً و بالكاد حصلت على هذه الصورة التي أنقذت يومك فتحمست، حيث اختلط عليك الأمر ظناً بأنها صورة جيدة. و هذا طبيعي فنحن نتعلق عاطفياً بالصور لدينا لأننا عشنا الحدث … لأننا كنا هناك … لأننا عانينا الحدث … إنك تشعر بأنها تعيش داخلك. و لكن المشاهد لم يكن هناك و لم يعيش هذه اللحظات … لم يكن لديه الخلفية الدرامية التي عشتها
فالحل : هو أن تفصل نفسك عاطفياً عن الصورة ؟ فعند فرز الصور إنظر بموضوعية أو إسأل أقرانك الصادقين عن الصور
في التصوير الفوتوغرافي، القصة تكون داخل إطار الصورة و إذا اردت ذلك فعليك إدراج مجرى و سياق القصة داخل إطار الصورة الفوتوغرافية
الصورة في الأعلى لرجل في مدينة سان دييغو، و لازالت قصة هذه الصورة حية في رأسي، حيث رأيت هذا الرجل بهندامه الذي يشبه ستايل الخمسينات في بهو الفندق، و سألته عن عدم ممانعته من اخذ مجموعة من الصور له. و أثناء تصويري له و تجاذب اطراف الحديث سألته عن عمله … فقال لي “أنا أملك هذا الفندق”
هذه القصة الحية تدور في مخيلتي و لكن ليس للمشاهد ادنى فكرة عن هذه القصة… ولكن هذه الصورة مثيرة للإهتمام بسبب الزي الذي يرتديه الرجلو الذي يبدو من حقبة من الماضي، المشاهد يسقط قصة من مخيلته على الصورة استنادا إلى المعلومات التي يختزنها في عقله سواء من البرامج التلفزيونية أو أفلام الماضي مثلاً
لكل صورة روح القصة بداخلها و إذا كانت ضعيفة أو غير مقنعة ، فإنك حكمت على الصورة بالإعدام شنقاً، و حتى لو كان لديك شرح عن قصة هذه الصورة فكأنما تشرح نكته ، فالنكته لا تحتاج شرح أو توضيح، و إذا كان كذلك فهي ليست نكته. فالصورة الجيدة ليست بحاجة إلى سرد قصة درامية أو تفسيرها