عدنا لكم بعد إنقطاع اسبوع بسبب الإنشغالات و الإلتزامات، و هنا نحن نعود لقراءة كتاب مايكل فريمان و هذا لاإسبوع عن العدسات و تأثيرها على نمط التصوير و من ثم عن البعد و القرب من الموضوع.
العدسات و تأثيرها على نمط التصوير
أذكر مرة في إحدى محضارات الفنان / على سمين … كان يقول أن العدسة هي الفيصل في جودة الصورة الفوتوغرافية ، و كان يقول بالعامية ( عطني سحّارة و عدسة ممتازة ، بإمكاني الخروج بصورة جيدة ) فسحّارة هنا هي الصندوق الذي تباع فيه الخضراوات. أما مايكل فريمان في كتابه، تطرق إلى العدسات بأنواعها و متى تستخدم هذه و ظوابط إستخدام تلك.
العدسات الواسعة
تستخدم العدسات الواسعة لشيء واحد و هو التآكيد على الحدث (الأكشن) داخل الصورة، كذلك تمكن المصور من إضافة عناصر في مقدمة الصورة و الخلفية مع إمكانية جعلهم واضحين نوعاً ما. و هنا يوضح مايكل فريمان أن هذه العناصر التي تتم إضافتها في داخل إطار الصورة يجب أن تكون مرتبطة بالموضوع أو متجاورة. و يضيف أن هذه العدسات التعطي تأثيراً (إنبعاج) على الخطوط مما تمكن المصور من التلاعب بالمنظور.
العدسات الطويلة -تيلي
العدسات الطويلة تعرض العالم من نافذة ضيقة، مباشرة إلى الحدث (الأكشن) طاردة كل التفاصيل، عادة ما تكون هذه العدسات مرتبطة بالتصوير الرياضي و الحياة البرية، فهي تختصر و تضغط المسافات و تخلق عمق ميداني ضحل. عموماً العدسات الطويلة ممتازج لتأطير شخص واحد أو موضوع معين مع عزل الخلفية و التركيز على الحدث.
فمصور حياة الشارع يستخدم هذه العدسات لأنها تكون سريعة في الإقتناص من بعد و تزيل التوتر الناتج عن التقرب من الموضوع.
العدسات القياسية
كما نعلم أن العدسات القياسية هي عدسا ذات هي عدسات ذات بُعد بؤري ثابت، و لكن بالمصطلح هنا المقصود بها العدسات الكلاسيكية و التي تكون بعدها البؤري بين ٢٤ ملم و ٥٠ ملم و التي تكون مقاربة لعين الإنسان. هذه العدسات عادة ما تكون ذات حدة عالية و فتحة عدسة واسعة، فلهذا مصورو حياة الشارع يسخدموها لإمكانية التصوير في الإضاءة الخافتة و أنها تعطي عزل للخلفية. بالإضافة لكونها ذات بعد بؤري ثابت فإنها تحد المصور في الإطار مما يجعله مبدعاً في إيجاد الزاوية المناسبة و تجعله يتقرب للموضوع.
العدسات متغيرة البعد البؤري- زووم
الجميل في هذه العدسات أنها ذات بعد بؤري متغير مما تمكنك من التقرب من الموضوع دون أن تتحرك من مكانك، فهذه العدسات تنفع في كل شي من تصوير المدن ( الواسعة) حتى البورتريهات (الطويلة). كما ذكرنا سابقاً - أن صور حياة الناس تتكون في مخيلة المصور في أجزاء من الثانية و أن هذه النوع يوفر علينا الوقت و الوقت هما ذات قيمة. نقطة أخيرة في هذا الموضوع ، هذه العدسات تعتبر رخيصة مقارنة بالعدسات الطويلة.
البعد و القرب:
معظم مصورو حياة الشارع ينصحوك بالتقرب من الموضوع مستخدماً عدستك القياسية أو الواسعة ولكن هناك حالات تستدعي أن تستخدم عدستك الزووم او التيلي للوصول للأكشن. هنا مايكل فريمان يتطرق إلى بعض الضوابط في إستخدام عدسات التيلي. فالعدسات التيلي تمكنك من الوصول إلى الحدث عن بعد فعليك هنا التفاعل السريع في الإقتناص مع التركيز على نقطة الفوكس، كذلك التأكد من عدم إهتزاز الصورة بإستخدام سرعة غالق مناسبة و هنا حسب الظروف، رفع الحساسية (آيزو) لتتمكن من التعريض المناسب
. يذكر مايكل فريمان قاعدة متعارف عليها و هي:
إن مقدار سرعة الغالق يكون أكبر من قياس البعد البؤري
مثال للتوضيح
عندما تستخدم عدسة ١٠٠ ملم فإن سرعة الغالق ستكون ١/١٢٥ مثلاً
نلقاكم الإسبوع القادم و مع الحلقة الثالثة بعنوان تقنيات تصوير حياة الشارع (مايكل فريمان)٣