الهوس في اللغة يعني الجنون، أو طرف من الجنون و خفة عقل. و مهوّس من هَوَس الذي يحدث نفسه. و في عالمنا الفوتوغرافي اصبح شغل الشباب الشاغل إقتناء العدسات و احدث الكاميرات لا لتلبية حاجة و إنما اصبحت هوساً و ضرب من المرض. و بعض الكتاب يطلقوا على هذا المرض G.A.S
والذي يعني متلازمة إقتناء الأشياء (Gear Acquisition Syndrome). و هذا بالتحديد يلامسني إلى حد ما … ففي معظم الأحيان اتصفح الإنترنت مقارناً بين العدسات و الكاميرات و معرفة ما هو جديد في عالم تقنيات التصوير الفوتوغرافي و الذي ينتهي بشراء بعض العتاد و لكن مع مرور الزمن تيقنت أن هذا الجنون لن يوصلني إلى أي بر بل سيغرقني في منتصف الطريق و هذا ما حصل بالفعل على ما اعتقد…
على كل حال للهوس جانب آخر يمكن أن نسخر هذا الجنون لصالحنا … فالهوس له قصة في حياتي الجامعية ، فكان لبعض الشباب الذين كانوا معنا في السكن هوس من نوع خاص بهم، فالهوس هنالك كان من اجل اتقان الشيء اتقانا تاماً لا يُشَك له غُبار، فيعيد الشيء اكثر من مرة لدرجة أننا كنّا نقول “ و الله هَوَس”، و الخطاط يعيد كتابة الحرف و الكلمة مراراً و تكراراً حتى يتقنه و المتفرج قد يقول “هذا ضرب من الجنون “ و هنا اقف معكم لننظر هل هذا الشيء له صلة بعالمنا الفوتوغرافي.
الهوس عند الفوتوغرافين شرٌ لابد منه و الذي يمكن اعتباره مشوار التعلم و الذي قد يمتد في فترة من الزمن قد تكون سنوات، و نحتاج التغلب عليه و تحوير هذا الجنون لصالحنا بتوجيه الهوس لإتقان التصوير الفوتوغرافي، من خلال المواظبة على الإتطلاع و القراءة و كذلك التصوير بإستمرار.