من الدروس التي تعلمها كيم إريك من العظماء في تصوير حياة الناس و الشارع ... إن يقوم بالتفاعل مع موضوعه وقد يطلب منه عمل شيء معين أو التمثيل ... و هنا أنقل ما كتبه في مدونته باللغة العربية
إن تصوير الناس غفلة قد لا تكشف حقيقة نفسياتهم و قد تكون الملامح غامضة و ربما غير مقروئة .... إسمح لموضوعك بالكشف عن موقفه من الحياة
ويليام كلين
هناك إزدراء عام في تصوير حياة الشارع من الصور المصطنعة حيث إن معظم المصورين يتبعون مدرسة هنري كارتييه و التي لا تجعل المصور التفاعل مع موضوعه و يكون مراقباً من بعيد دون تواصل. و على غرارها هناك مناهج أخرى لتصوير حياة الشارع معاكسة تماماً لمنهج هنري كارتييه… أمثال وليام كلاين الذي ضرب هذه القاعدة الفوتوغرافية عرض الحائط و تصرف كأنه مدير في الشارع و قال إنه يستفز مواضيعه و يتفاعل معها. وتكلم عن صورته الشهيرة “طفل مع البندقية” بأنه أمر الطفل قائلاً“ أُنظر بحدة” في تلك اللحظة وجه الطفل بندقيته (اللعبة) إلى كلين بنظرة حادة مليئة بتعابير الغضب و الشدة.
في الغالب، أنا اتخذ هذا المنتهج في تصوير حياة الشارع (على غرار كلاين) حيث استمتع في التفاعل و استفزاز موضوعي ، أحياناً أطلب منه النظر فقط و أحياناً أطلب منه عمل أشياء مثيرة كالتعبير بالذراعين أو النظر بإتجاه آخر و حتى النظر للأسفل. و لكن بمجرد الإنخراط بالتفاعل مع موضوعك و طلب فعل أشياء ، فهل هذا سيقلل من شرعية الصورة ؟ أو ان الصورة لن توحي عن شخصية الموضوع بل ستكون عنك شخصياً.
كل صورة نأخذها عبارة عن مرآة لذاتنا نقرر كيف نصف بها الواقع. نقرر ما يجب وضعه داخل إطار الصورة و نستبعد ما نستبعده ، فلا ضير من وضع صورة من شخصيتنا داخل الصورة. أحيانا ترى أمور في الشارع كبعض الإيماءات و تعبيرات الوجه و التي ترغب في تصويرها و قد فات الأوان… يمكنك الإقتراب من موضوعك و تقول “ رأيتك تفعل هذا... هل يمكنك إعادتها مرة أخرى”.
صدقوا أو لا تصدقوا، فإن معظم الناس سعداء جدا لتكرار بعض الإيماءات بالنسبة لك.
شيء آخر يمكنك القيام به: إذا رأيت مشهد مثير لإهتمامك حيث يمكنك القول: "عفوا، أعتقد أنك تبدو حقاً نجم (رائع) على هذا الركن. هل تمانع إذا أخذت بعض الصور” فإن الغالبية العظمى من الناس يضحكون، و يمتثلوا و من ثم ينسوا وجودك. فإذا لم ينسوا وجودك ببساطة تريث فمجرد إطالة الإنتظار سيعاود الإنخراط في عمله و ينسى وجودك أساساً.