التوقيت هو كل شيء، عند المصورين أمثال هنري كارتيه فالوقت عبارة عن المنقذ للحظة من النسيان، كما يسميها هنري بـ“اللحظة الحاسمة“. كان هنري يتمشى خلف محطة قطار ساينت-لازاري في باريس عندما رأى هذا المشهد، سلم و الرجل يركض فوقه متجه ناحية الماء، و يقفز في الهواء - الصورة المشهورة باللحظة الحاسمة.
هنري كارتيه مع كاميرته
متأهب دائماً لإقتناص
اللحظة الرائعة للرجل
و هو لازال في الهواء
كعب الرجل فوق الماء تماماً ، يتلاقى مع ظل كعب انعكاس الرجل على الماء، هذه هي اللحظة الحاسمة لتلاقي الإنعكاس قبل الوقوع في الماء. التوقيت هو الفيصل هنا، فبعد أجزاء من الثانية سيكون الرجل قد تلطخ و تبلل بالماء، قد تكون هذه اللحظة مضحكة و ممتعة، و لكن لن تشوقك إلى ما سيحصل بعد ذلك.
لنتمعن في الصورة أكثر، ففي الخلف يوجد إعلان لفرقة رقص باليه، و نرى رسم لراقصة تقفز كما فعل الرجل ،هل هنرى رأى هذا التناغم في المشهد
لابد لمن يتمعن في الصورة أن يراه
التوقيت هو رؤيه ما
يحصل، و ما سيحصل
و أين سيحصل
و هذا ليس بالأمر السهل
وقرب إعلان راقصة الباليه، و قريب
من السور يوجد رجل يرى المشهد
كما كان هنري كارتيه ، و لكن الفرق
أن هنري كان يحمل الكاميرة و خلد
هذه اللحظة
من كتاب رؤية الأشياء
تأليف : جويل مايرويتز
ترجمة: فايز الزاير