الكثير من المصورين ليس لديهم الجرئة لتصوير الغرباء و لا حتى رفع الكاميرا امامهم. في تصوير حياة الشارع، الخوف يعتبر واحدا من اكبر المشاكل و العقبات التي يعاني منها المصور الفوتوغرافي و الذي يطمح يتجاوزها عند تصوير اشخاص غرباء في الشارع بدون إذن. إن تصوير الغرباء يعتبر شيئا غريباً، فمعظمنا يعتقد انه من الخطأ تصوير أشخاص غرباء بدون إذن مسبق منهم. في الواقع نحن نخاف ان يتشاجر معنا هؤلاء الأشخاص الغرباء بعد تصويرهم، أو أن يصرخوا في وجوهنا، أو يتم استدعاء الشرطة لنا. هذه مخاوف الناس الطبيعيين ولكن هل نحن المصورون نعتبر “ اناس طبيعيين” ؟
الخوف شيء طبيعي ينتاب أي شخص و مشاهير المصورين الفوتوغرافي في بداية الأمر، فهو شيء شخصي جدا حيث يجوب في مخيلتك كثير من الإحتمالات و التي في معظم الأحيان لا تحدث، فهذه الأفكار تسلبك التركيز و الإبداع، يذكر إريك كيم في كتابة ٣٠ يوماً للتغلب على الخوف في تصوير حياة الشارع ” على الرغم من هذه المواقف التي حصلت خلال السنوات الماضية فأنا لازلت على قيد الحياة و بصحة جيدة و لم أُطعن و لم أُقتل و لا حتى زج بي في السجن.” تقديرياً و حسب ما طرحه كيم في كتابه “وقد آن الأوان لنجري بعض الحسابات، ثلاثة مواقف سلبية من أصل ٣٠٠٠٠٠ صورة فقط أي بنسبة ٠،٠٠١ ٪ نسبة لا يؤخذ بها في الإحصاء حيث يتم تجاهلها كما أن نسبة احتمالات حوادث السيارات أو تحطم الطائرات أكثر من هذا”.
و بهذا فإنه من النادر ان تواجهك مشكلة عند تصوير الناس الغرباء و يمكننا القول بأن الغالبية يتقبل الصورة خصوصاً ببعد ثورة شبكته التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك و الإنستقرام. و هذا يعتمد على طريقتك في التصوير، فإذا كنت تصور خلسة و تم إكتشافك فسوف ينزعجون من ذلك، و أما إذا كنت تفعل ذلك علناً مع ابتسامة فالكثير لن يشعر بأي مشكلة من فعلك و أقصى ما يمكن أن يحدث فسيطلب منك حذف الصورة.
عموماً، فإن الخوف شي طبيعي لدى اي مصور في حياة الشارع، خصوصاً في مجتمعنا المحافظ والذي قد بنى هذه مخاوف عند المصورين، على العلم بأن المصورين من ابناء المنطقة ظهروا في الخمسينات الميلادية و كان لهم وجود و ترحيب من معظم أفرادالمجتمع و نادراً ما سمعنا عن الرفض على انه موجود، تحضرني قصة لصفار في الزمن القديم يرفض التصوير، فكان الجامد* يحاول تصويره خلسة من وراء جدار و إكتشفه و قام بملاحقته بين السكك و الزرانيق. و تطور الخوف و إزداد يمكن ان يكون الخوف وليد الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة و التشدد العرفي له نصيب كذلك في بناء ذلك الخوف.