الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله الطاهرين وصحبه الميامين المنتجبين
“انت خاسر ١٠٠٪ إذا لم تصور”
قد يتسائل البعض متى يمكنني البدء بتصوير حياة الشارع، بإمكاني القول له مجازياً اترك عنك هذا الكشكول و اخرج للشارع ثم ارجع للقراءة، فالتصوير هناك ليس تقني بتاتاً و إنما إحساس بالشارع، سمعت من الخراري* في محاضرته بعنوان “رائحة المكان” حيث ينقل عن المصور العالمي بروس جليندن مقولته الشهيرة “إذا كنت تشم رائحة الشارع من خلال النظر للصورة، فهي إذن صورة حياة الشارع “
هذا النوع من التصوير له أهمية بالغة في توثيق و بث التقاليد و المعالم البصرية الحالية فهو يتحث عن الزمان و المكان و ما به من حياة دؤوبة لا تتوقف فالصورة هنا تتمحور حول الأشخاص و قصتهم في المكان و لكن هل هذا يعتبر تصوير صحفي أم توثيقي. فكثير من المصورين يختلفون في رؤيتهم لهذه الأنواع الثلاثة و الجدال يكون مربكاً بعض الشيء و لن تصل إلى نتيجة. فالبعض يقول أن تصوير حياة الشارع يعتبر تصوير توثيقي لأنه يوثق ما يقوم به الناس في المكان، و في المقابل يجادل آخرون بأنه تصوير صحفي بحيث انك توثق شيء و تحكي قصة. إن الخط الفاصل بينهم هو شعرة و في معظم الأحيان لا نلاحظها
العين هي كل شي في تصوير حياة الشارع. بعيداً عن التقنيات فإن العين تلاحظ ما يجري و تستوعب اللقطة قبل التصوير، العين هي الحكم الرئيسي لكل صورة فوتوغرافية، و هي الفارق الوحيد في انتاج صورة حياة الشارع بحيث ان لم تكن تملك عين تربط الأمور ببعضها فستقع في مشكلة، صدقني يبدو الأمر في غاية السهولة و لكنه يحتاج الكثير من التدريب و الملاحظة
لفترة طويلة من الزمن كنت افكر بتقديم شيء للمجتمع التصويري و للمكتبة العربية ايضاً، و كنت افكر بالبعد عن الجانب التقني و لكن لن يخلو الكشكول من هذا الأمر، فهذا الكشكول البسيط هو عبارة عن عصارة افكار من قراءة مجموعة من المقالات و الكتب في هذا الجانب، و كذلك لا انس النقاشات و التجارب التي جرت بيني وين زملائي المصورين أمثال الخراري* و المسعود*. اتمنى ان يكون قراءة هذا الكتاب مفيداً و مساعداً لك في البدء بتصوير حياة الشارع
عزيزي القارئ … هذا الكشكول وحده لا يكفي لمساعدتك في تصوير حياة الشارع، لذا انصحك بأن تخرج لتصوير حياة الشارع من حولك فقراءة مائة كتاب عن السباحة لن تعلمك كيف تسبح حتى تقفز في الماء