عشق الدراويش- بداية اليوم الثاني

عشق دراويش هي رحلة فوتوغرافية تعني بتصوير الاحتفالات الدينية للفرق الصوفية بذكرى ميلاد السيد البدوي حيث تأتي القوافل الصوفية من كافة ارجاء مصر و الدول المجاورة... و في سؤال للفنان علي العيد - قائد المجموعة - عن سبب هذه التسمية قال "الدراويش وصف يطلق على زهّاد الطرق الصوفية، ممن يزهدون بالأملاك المادية الدنيوية و يتفرغون للتعبد حسب الطرق الصوفية المتوارثة جيلا بعد جيل"

من هو السيد البدوي؟ 

هو السيد احمد االبدوي يعود نسبه للإمام علي الهادي ع.

ولد في مدينة فاس بعد ان هاجر أسلافه قسراَ لتجنب بطش الدولة العباسية، فهاجروا إلى المغرب العربي. و في سن مبكرة هاجرت اسرة السيد. البدوي في عدة بلدان الى ان استقر هو في مصر و تحديداً في طنطا حيث كان له أتباع و مريدين، توفي في طنطا في العام 675 ھ.

له عدة ألقاب ، أشهرها:  البدوي، شيخ العرب، الملثم، السطوحي

جِـــــد بـصـيـرتــــك- اليوم الاولى

انتهى اليوم الاول من رحلة عشق الدراويش التي تنظمها جهات للرحلات ، لتغطية احتفالات مولد السيد بدوي التي تقام كل عام مريتين مرة في وسط شهر اكتوبر و الاخرى في شهر ابريلفي طنطا بمصر. 

استحضرتني مقولة المصور الامريكي  أليك سوث، وهو أحد مصوري ماغنوم

Find your Eye

جد بصيرتك 

 البصر هي حاسة الرؤية ،البصر هو النور الذي تترجمه العين البشرية إلى صورة داخل عقل الإنسان. كلنا نبصر ،كلنا نرى الأشياء من حولنا ،فهل ندركها وهل نتأملها

فالعمل الفني سواءً كان صورة فوتوغرافية أولوحة تشكيلية ،هو عبارة عن ترجمة للواقع الذي نراه ببصرنا وندركه ببصيرتنا ،الفن هو علاقة بين الخطوط والأشكال والألوان والإحساس والخيال.

©Fayez zayer

هل بالإمكان أننجده صدفة؟

طبعاً لا  .. فالبصيرة هي درجة عالية من الإبصار والإدراك لماحولنا تُمكّن الفنان من عكسه على عمله الفني ،البصيرة تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت لنصللها.

لا تكن عبداً لكاميرتك - تعلم من العظماء

 “ من المفترض أن لا تكون عبداً للأدوات الميكانيكية، و التي يجب أن تعتبرها صغيرة و غير مهمة لكي لا تعطلك عن التواصل” اندرس بيترسن

 انهى كيم ايرك ١٠٠ درس تعلمه من العظماء في مدونته و جمعها في كتاب منذ فترة ..

هذا يعتبر الدرس السابع على مدونتي باللغة العربية ... من دروس تعلم من العظماء لكيم ايريك

 هنالك مرض يصيب معظم المصوري انحاء العالم و قد يصيبك انت كما اصابني و اصاب الآلاف غيرك . هذا المرض يولد إنعدام الأمن لدى المصور و يجعله يخلق الأعذار، هذا المرض يطلق عليه (متلازمة إقتناء العتاد) و هو أن يدمن المصور على إقتناء الكاميرات الجديدة و المعدات الحديثة في التصوير الفوتوغرفي ، و هذا عوضاً عن التركيز على التصوير و ممارسته بدلاً من خلق الأعذار بقولك “آه لو كان عندي كاميرا 'X' سأكون أكثر إلهاما و لخرجت بنتائج مذهلة ”.

حتى أنا شخصياً أعاني من متلازمة إقتناء العتاد، و أعتقد دائماً إن شراء الكاميرات الحديثة أو عدسة جديدة سيساعدني و سأصبح مصوراً أفضل. في الحقيقة ، السبيل الوحيد للإلهام و تحسين تصويرك هو عن طريق الممارسة و التغذية الفكرية و شراء الكتب. 

الكثير من المصورين بما فيهم أنا يصرفون الكثير من الوقت  على الإنترنت و المنتديات و إستعراض المواقع، فكن حذراً من الانجراف وراء المواقع.

فكيف يمكن علاج هذا المرض العصري المنتشر، كل ما عليك هو ان تلغي إشتراكك في المجموعات البريدية و المواقع أو حتى منع رسائل من الوصول إلى صندوق بريدك، و إذا أتتك الحالة إشتري كتاب بدلاً من العتاد، و تذكر دائماً أن الكاميرا ما هي إلا أداة لخلق الصورة.

اللحظة الحاسمة - الأخيرة

عدنا لأرض الوطن و روحنا معلقة بأرض النوبة ... نسيمها، اهلها ، و نيلها تعلقنا بكل ما فيها  ... حتى صوت طرّادها  ... الكثير من الاماكن زرناها اخر يومين  ... الأقصر ... المناطيد  ...  غرب اسوان و حتى السوق الشعبية مرة اخرى ... 

 في هذه الحلقة أود أن أطرح واحدة من المشاكل الذي يقع فيها مصور حياة الشارع خصوصاً في خضم كثرة المواضيع ... فإنة قد يستعجل بأخذ صورة اوصورتين فقط، و من ثم الإنتقال لمشهد آخر ... و هنا تكمن المفاجئة احياناً... قد تكون الصورة مهزوزة او نقطة الفوكس في المكان الخاطيء و الكثير من المشاكل التقنية بالإضافة قد تفقد اللحظة الحاسمة ...

© Henri Cartier-Bresson

 كان هنري كارتيه بكاميرته اللايكا يذوب وسط الشارع منتظراً  اللحظة الحاسمة حيث يراقب المشهد بصبر ... و بذلك يتمكن من اقتناص اللحظة الحاسمة .  فأعماله كانت قصص في إطار واحد و التي تكشف عن نظرة دقيقة للمشهد

“ظللت أمشي في الشوارع، متوترًا وحريصًا على التقاط مشاهد لواقع مقنع، ولكنني في الأساس كنت أرغب في التقاط جوهر هذه الظاهرة في صورة واحدة.” هنري كارتيه 

© نسيم العبد الجبار 

ربط النقاط - اليوم الرابع

وقفت مابين موت وحياة أنعى حال شعب تجرع مرارة الفقر والحرمان ..رغيف خبز و ماء يكفي ليسد فيه رمقهم ... في كل تفاصيلهم الصغيرة تتجلى روعة الصبر فترتسم ابتسامة الرضى على محياهم واليقين يملأ قلوبهم بأن كل هذا بعين الله ... هكذا عبرت زوجتي العزيزة  فاطمة فريد على مشروعها رغيف عٓيْش.

 فالصورة ليست مجرد عكس الضوء المرئي على الفلم الحساس، و إنما هي ذاكرة الزمان و المكان و يكون فيها الإحساس و العاطفة... فجمال الصورة في ربط المكان و الزمان و اظهار العاطفة و الاحساس فيها.

 يقول هنري كارتية " إلتقاط الصور هي وسيلة للتفاهم و التي لا يمكن فصلها عن غيرها من وسائل التعبير البصري ... فهي وسيلة للتعبير ، للصراخ ... لتحرير النفس . .. بل هي وسيلة للحياة"

 بدأت رحلتنا لليوم الرابع و كلنا حماسة و إصرار لأن لا يكون شيء مفقود بين المعطيات الاساسية للصورة الفوتوغرافية. ... فنحن امام كنز من المواضيع في ارض النوبة ....