قراءة في كتاب مايكل فريمان - حياة الشارع
موعدنا كل ثلاثاء من كل إسبوع و سأنتاول كتاب المصور و الصحفي البريطاني مايكل فريمان، هذا الكتاب ضمن سلسلة من كتب بعنوان مدرسة الصورة. هذه المجموعة مستقاة من دورات أكاديمية مع الإضافة إلى معلومات خبرته لتعليم اساسيات التصوير عن طريق دروس شاملة مع التركيز على التطبيق العملي
Read Moreالخوف في تصوير حياة الشارع
الكثير من المصورين ليس لديهم الجرئة لتصوير الغرباء و لا حتى رفع الكاميرا امامهم. في تصوير حياة الشارع، الخوف يعتبر واحدا من اكبر المشاكل و العقبات التي يعاني منها المصور الفوتوغرافي و الذي يطمح يتجاوزها عند تصوير اشخاص غرباء في الشارع بدون إذن. إن تصوير الغرباء يعتبر شيئا غريباً، فمعظمنا يعتقد انه من الخطأ تصوير أشخاص غرباء بدون إذن مسبق منهم. في الواقع نحن نخاف ان يتشاجر معنا هؤلاء الأشخاص الغرباء بعد تصويرهم، أو أن يصرخوا في وجوهنا، أو يتم استدعاء الشرطة لنا. هذه مخاوف الناس الطبيعيين ولكن هل نحن المصورون نعتبر “ اناس طبيعيين” ؟
Read Moreتعلم من العظماء - لا تصور من الخصر
حياة الشارع
ليس من السهل تعريف تصوير حياة الشارع حيث أن هناك جدل كبير عن حدوده، فهنا اعترف أنه ليس محدود بتعريف معين و سأذكر تعاريفه و عناصره، ولكن في بادىء الأمر سأطرح التعريف الموجود في ويكيبيديا:
“تصوير الحياة اليومية التي تجري في الشارع أي حالة الزحام أو الهدوء, ويحاول هذا النوع التقاط اللحظات الساحرة من الحياة اليومية البسيطة في الشارع. ولا يقتصر على الشارع فقط بل يمكن التصوير في جميع الاماكن العامة مثل الاحياء الشعبية والحدائق والشواطئ والمجمعات التجارية وقد يكون أفضل مكان هو الاسواق الشعبية, ويفضل التصوير بالخفية لكي يضفي علي الصورة عنصر الواقعية”. أما بروس جليندن عرّفه بأنه المكان الذي يستطيع أن يشم رائحة الشارع و يحس بالأوساخ، و قال معلقاً يمكن أن يكون هذا التعريف غير منصفاً أو عادلاً. فمن الصعب حصر هذا النوع من التصوير بتعريف معين، و لكن السياق أو الاسلوب هو ما سيحدد هوية الصورة. و معظم الصور هنا تُؤخذ من دون علم الشخص و دون جاهزية منه و في مكان عام. فالموضوع الاساسي عادةً ما يكون هو الإنسان في الراحة و الحركة و العمل و القراءة و الضحك و تناول الطعام و اللعب وكل أنشطة الحياة اليومية.
كما أن لكل نوع من التصوير سمات يتميز بها، فتصوير حياة الشارع له ثلاثة سمات أساسية في الصورة، أولها أن يكون التصوير في الأماكن العامة مثل الأسواق و المساجد و المنتزهات و المطارات و كل مكان عام به حياة، و هذا لا يشمل المعامل أو المصانع و لا حتى محترف الفنان فإنه يعتبر مكان غير عام حسب وجه نظر المصورين. السمة الثانية هي عدم الاستئذان أو التنسيق لتبدو واقعية و عفوية، و الأحرى أن نقول السمة هي العفوية فالإعداد للقطة و تعديل الوضع (البوز) يُخرج الصورة من دائرة صورة حياة الشارع عند البعض. و على غرارهم في الطرف الأخر بعض مصوري حياة الشارع يروجون للإعداد اللقطة من الإتفاق مع البائع مثلاً و إختيار مكان التصوير و أحياناً إستخدام إضاءات و عواكس لتصوير هذه اللقطة. و في النهاية الجو العام لصورة و إحساس المتلقي هو الحكم ما إذا كانت هذه الصورة هي صورة حياة الشارع من خلال عفويتها و واقعيتها. أما السمة الثالثة لصورة حياة الشارع هي الإقتراب من الموضوع كما قال المصور روبرت كابا “إذا لم تكن صورتك جيدة، إذن لم تكن قريب بما يكفي” هذه المقولة بمعناها المباشر و السطحي، لها عمق معنوي فالإقتراب المادي لايكفي فلابد من الإقتراب الحسي لموضوعك و التواصل معاه و معرفة قصته.
إن الشارع بطبيعته يحتوي على الكثير من العناصر و المواضيع مما يجعل تصوير حياة الشارع السهل الممتنع. فهو سهل لأن المواضيع متوفرة امامك و متنوعة و لن تحتاج إلى جهد كبير لإيجاد ضالتك، و كذلك فهو صعب لصعوبة إلتقاط صورة مليئة بالأحاسيس و المشاعر، صورة ناجحة بكل ما تعنيه من كلمة، فتوجيه الكاميرا في الأفق و ضغط الزر لن ينتج صورة ناجحة في معظم الأحيان، الفارق هنا ليس الكاميرا أو العدسة (التقنية) و لكن كما ذكرت في المقدمة هو العين، عين المصور و إحساسه بالشارع هو ما يجعله يلتقط صورة حياة شارع ناجحة. فصورة حياة الشارع تتكون في خيال المصور قبل الإلتقاطة بإجزاء من الثانية. الضوء والخطوط والمقدمة والخلفية و حركة الأشياء والناس كلها تحتاج إلى عين مدربة للإحساس بهم و إيجادهم. فالموضوع و ما حوله في حركة دائمة و لا يمكنك التحكم بأي شيء حتى الضوء في متغير بين وقت لآخر. كل ما يمكنك ان تتحكم به هي الكاميرا و الأزرار التي بين يديك.